الخميس، 21 مايو 2015

مَدينة أزرو المغربية بالأطلس المتوسط... مدينة ساكِنة و شعبية لمنتهى الحدود ...












خَلدون المسناوِي


 "أزرو" المغربية المتواجدة بالأطلس المتوسط البالغ عدد سكانها حوالي 60 ألف نسمة  ، مدينة ثلجية  تكسو سطوحها القرمدية و أشجارها وأرصفة شوارعها، العواصف الثلجية مع كل قدوم للشتاء، مثلها في ذلك مثل إفران والحاجب و ..."مدن المرتفعات"، ...إنها مدينة بهية لا تبعد سوى ببعض مسافة قليلة على "مدينة إفران الملكية"، والتي العيش فيها رخيص وشعبي عن هذه، المرتفعة من حيث تكاليف الحياة إذا ماقارناها  بأزرو لاسيما إذا تكلمنا عن ظروف المعيشة المنخفضة خلف جدران "المدينة القديمة" بهذه المدينة.. 





المدينة العتيقة لأزرو، مدينة أخاذةٌ  تجتذب الإعجاب بوفرة ، بعد اجتيازك بابها الرئيسي ، تجد نفسك في ساحة متسعة تحف جوانبها بِضعُ فنادق وبعض محلات المطاعم تتخللها حركة وفيرة للزبائن.. إنك في ساحة "مولاي هاشم بن صالح" ، الساحة المتواجدة بقلب "السويقة المجاورة للقيسارية المطلة على باعة المأكولات ... ... للمدينة العتيقة لأزرو ثلاثة أبواب : باب السويقة ، باب القيسارية ، و باب البارك .. بجانب هذا الأخير ينتصب مقر باشوية أزرو ... باب القيسارية  المجانب لمقهى بلال ، تنسل منه الزنقة الرئيسية لباب القيسارية التي، تُباع بها السلع التقليدية بكل أنواعها،ويحث المارة منها الخطى بكثافة وازدحام و تثاقل، والتي كذلك تُخرِّج إلى مسجد "النور"...إلخ إلخ ...مسجد "النور" المحاذي لمحطة الطاكسيات المؤدية لكل الإتجاهات "كل المدن" ،والذي تمتد بجانبه ساحة مستديرة تتوسطها شجرتان سامقتان تضفيان طابع الأناقة على الساحة ..بينهما عمود شديد الإرتفاع تبرق في ذروة علوه ثلاثة مصابيح تسطع ضوء اً أصفرا قاتماً نافذا على جوانب الساحة المستدارة بعتبة "بعلو مقعد" ، يضفي جوا من الحميمية و الدفئ النفسي... إلخ إلخ ... 




مدينة أزرو ،وكيلا ننسى، لا تتسم فقط بجمالية البياض الناصع للثلوج المتهالكة على جبالها و سطوح منازلها القرمدية وإسفلت طرقها، لا، ليستوجب علينا كذلك القول أنها تتميز بخلوها من المصانع المفرزة لعوامل التلوث  ، فهي مدينة يعب في جوها هواء نقي "صحي" طيلة العام  ، كما أنها مدينة هادئة ساكنة مفعمة بالسكينة و الطمأنينة بسبب عدم وجود أسباب الضجيج بها ، غير أنها تبقى متميزة أشد التميز في فصل الربيع حينما تركض الخضورة الفاتحة في جبالها و يتوهج نسيم هوائها و يشتد نقاءه  بفعل أريج و شذا أشجارها و عشبها الخلابان البهيان نعم  ...إلخ إلخ ... 



"الحمير" بأزرو وسيلة أساسية لدى سكانها، كذلك الشأن بمولاي ادريس زرهون وبمدن مغربية أخرى،أَكيد،ولكن بأزرو الأمر  أجزل ،"الحمير" بأزرو يتنقل عبرها البشر، إذ كثيرا ما ينبثق لك ذلك بين الدروب و الزقاق، وبنسبة أكبر تستخدم من أجل نقل السلع ... الحمير بأزرو تُعتمد في، تنقيل قطع جذوع الأخشاب على ظهورها من الغابات الملتفة بالمدينة من ناحية جبل "تومليلين" ناحية بيوت تخصص لتقطيع الأخشاب ،حيث تباع بوفرة للناس في أوقات الشتاء ،و ذلك بغرض التدفئة ... كما تباع ولكن بحجم أقل في الفصول الأخرى من لدن ناس  قلائل ،  لايتوفرون على التيار الكهربائي بمنازلهم بسبب إما الفقر أو البعد عن التجهيز الكهربائي لاسيما أولائك الناس القاطنين بمرتفعات الجبال ، الذين يجدون في خشب جذوع الأشجار وسيلة للإضاءة بعد إشعال النار فيها.. إلخ إلخ ... الحاجة إلى التدفئة شتاء اً و كذلك الإحتياج إلى نور الإضاءة للناس الغير المتوفرين على التيار الكهربائي ، خلق فرصا جزيلة للشغل لشبان من أزرو ... كنت  بجبل "تومليلين" بين شجيرات الجبل مع شخص  نرتدي محفظتين  على ظهرينا نحثا الخطى نحو الشلال الواقع في ثنايا الجبل ... أثناء بلوغنا ينبوع الشلال المُتدفق.. قلت له بنبرة ملاحِظة : طبيعة الطرق المتخللة للجبل تتوافق مع الدراجات الرياضية ... أومأ رأسه مجيبا بالإتفاق ... دنوتُ من تيار سيل المياه المتدفقة للأسفل قربي ،كان كي أصل الطرف الآخر من عين الشلال ، الوثب لمسافة متران .. قفزت ،ضاغطا يسراي للأرض رافعا يمناي للفوق مندفعا بصدري للأمام ...انزلقت قدمي حتى كِدت أسقط ..وجدتني في الناحية المقابلة ل..... ،ينظر إلي مبتسما في سخرية مقبولة  أُحدق في قدمي المخضبتان بالتراب اللزج المغمور بالماء .. رفع حجارتين بحجم كف الذراع وأسقطها أمامي وسط المياه الجارفة للشلال ... وثبت من خلالها إليه ثم ... رجعنا حال سبيلنا .. أثناء رجوعنا ... تناهت لمسامعنا وقع أقدام شخص قادم أمامنا .. احترسنا من أمره جزيلا حينما لمعت على وجوهنا آمارات انعدام الثقة، أتذكر... شخص ما آتٍ من هناك ،قلت مومئا له بصوت يرن بالتحذّر ،نعم نعم أجابني هامسا والإحتراس ينبجس بحدة بالغة  من عينيه خلف النظارة ...من تلقائنا حملنا كلانا كتلا حجرية من الأرض في كلتا يدانا تحسبا لأي مهاجمة لنا ... لقد كان كلبا "جروا" مسالما هاهو يمر من جانبنا لاهثا مُسبلا لسانه المرتجف.. في برهة قصيرة كنت و ....... و الكلب وسط جزء من الغابة، ... لو كنا قد التقينا أحداً أثناء دخولنا للغابة لما شعرنا بدرجة الخوف التي أحسسناها لتونا الآن..قلت في نفسي محدقا في عينيه في صمت ... سأتخيل فيما بعد وأنا أنظر من إحدى قَصَبَتَي الميناء القديم لمدينة الصويرة إلى ماء البحر يتلألأ في نور الشمس ،  لحظة كنت و ........ هلعين و الكلب وسط جزء من الغابة، لوحة فنية مرسومة معلقة في جدار من جدران غرفة نومي   ...سأجدني فيما بعد جالسا مع فنان أشرح له  الفكرة... إلخ إلخ ...

  


مِن الأشياء المعروفة بها مدينة أزرو بين ناسها و بين السياح الجائلين بين أزقتها ، الصناعة التقليدية .. ، بحيث تتوفر المدينة على مجمع مهم للصناعة التقليدية يتكون من طابقين ...تمارس فيه الصناعة التقليدية للوازم الحلي و الحقائب، كما تنسج فيه الزرابي من لدن النساء و بعض قطع الأثاث بمختلف أصنافها ..إلخ إلخ ... هذه المصنوعات التقليدية التي لا توجد فقط في حوانيت مجمع الصناعة التقليدية لأزرو و إنما تنتشر في كل محلات السويقة التي تعد السوق العارض للمنتوجات التقليدية و كذلك غيرها من السلع ...إلخ...




...فَتحتُ من الداخل للنصف باب غرفة الفندق.  كان يأوي فيها معي "........"  سوف يتمنع عن مرافقتي للخارج  وأنا لا أزال ممسكا بمقبض الباب، قائلا مسندا ظهره في إعياء لعارضة السرير وهو   يثقل انتباهه على لوحة إلكترونية بين يديه بعد مطالبتي له بمرافقته للخارج..:  لن أنزل إلا بعد ساعة لاحتساء فنجان قهوة  أخرج إن أَردت... نلتقي في المقهى .. صفقت الباب  ثم هبطت الأدراج للخارج  ...انسللت من زقاق بالمدينة العتيقة ، وجدتني بجوار ساقية للماء ، خطفت بصري امرأتان  متشحتان في جلبابان ضيقان تجلسان على عتبة قرب الساقية ..باستطالة  للنظر لوجهيهما! من بعيد، ميزت كونهما مومستان. تقدمت منهما ،و نقلت بصري بينهما  ،ثم تنحيت بواحدة منهما بإيماءة رخوة من يدي.. كانت الأقْحب حسبما أتذكر وأنا أكتب الآن..قلت في إقدام : واحد واحد ! ، بسرعة بسرعة ..  كم ستعطيني ـ خمسون درهما .. إتبعني من الوراء ... تبعتها قرابة مائتا متر بين الدروب بينما كنت أنقل بصري  بين الحين والآخر  بين زقاق لأول مرة أسير بين جدران منازلها ...كانت تفصلني بيني و بينها في مسافة السير ليس أكثر من خمسة أمتار ،مؤخرتها كانت منتفخة أمامي.. انعطفت بجلبابها الأسود من زقاق على يميننا صاعدة أدراجه المتسخة المتفاوتة الإرتفاع بخفة ،و أسرعت الخطى... تبعتها مسرعا الخطى  كذلك .. اجتازت بابا صفيحيا بعد أن دفعته على نصف مصراعيه وأخرجت رأسها ثم أومأت بإشارة من وجهها لدخولي ..كنتُ قد مرت قرابة شهر و نصف لم أمارس فيها الجنس .. اندفعت نحو الباب بقوة فارتطمت قدمي اليمنى بعتبة الباب المرتفعة قليلا فارتسمت في وجهي آمارات توجع لما نطقت "أَحّْ".. لدى دخولي ، ستتجه بي المومس لغرفة حقيرة، حيطانها مقشرة طلاء الصباغة سقفها واطئ بشكل يفرض عدم الوقوف على طول القامة ،لا تحتوي على شيء عدا فرش بال ممزق الغطاء اندفعت جالسا عليه من تلقاء نفسي ...قالت : هات .. ماذا ... هات المال ... قدمتُ لها مبلغ الخمسين درهما قائلا لها : ما اسمكِ ـ فاطمة ... إلخ إلخ ... بعد خروجي من البيت سأتصل بالهاتف بعيد هبوطي الأدراج ب: "......." ... ألو .. خلدون آفين انْت... ـ و انت اللي فين .. لقيتيني عاد حويت وحاد خيتي ... وايلي و مخليني آراجل! آنا هنا تانسينك فلقهوه ... هانا جاي هانا جاي دابا و آجي دغيا!! .. فينا قهوة انت ... إلخ إلخ ... اتجهت رأسا إلى المقهى .. وجدته قلقا جدا! .. كنت أعرف أنه لم يمارس الجنس منذ مدة ..فلقد كان قد جهر لي بذلك في إطار درجة الحميمية التي بيننا ... وصلت المقهى .. انخرط في شبه مهاجمة : أين ذهبت أين  نكح...!   .. قلت :لقد رفضتَ أن تخرج معي ،فلقد وجدتهم بالصدفة قرب ساقية وراء مجمع الصناعة، ثم أضفت في غرور و زهو : ستنكح ستنكح !!... اتجهنا إلى مطعم و طلبنا صحنين لحم .. ظل........ يقرِّع فيَّ طيلة جلوسنا في المطعم ...كان الوقت قد تجاوز التاسعة ليلا ... نهضنا من المطعم و ذهبنا رأسا إلى البيت إياه ...بعد ذلك ذهبنا لمقهى أمام محطة عربات الأجرة   إلخ إلخ ... 


مدينة أزرو المغربية، المجاورة لمدينة إفران ... مدينة تتوفر على ثروة غابوية مهمة و جمالية ثلجية جبلية جذابة كثيرا،  لا يمكن نكرانهما .. خاصة على صعيد ما يمكن أن يتسببا فيه من نتائج ممتازة على الصعيد السياحي ..إن مدينة أزرو  بالأطلس المتوسط و إن كانت لا تتوفر على ماتتوفر عليه إفران من مقومات تجهيزية إلا أنها ينطبق عليها ما ينطبق على هذه "إفران" فيما يخص المقومات الطبيعية... إن أزرو "المدينة الصحية" : شعبية لمنتهى الحدود، لا يحتاج المرء الكثير من التكاليف المادية للإستقرار بها أو لقضاء بضع أيام بها بغرض الإستجمام و الراحة ...إلخ إلخ ...


الصورة : "خ،م"  بجبل "تومليلين" بمدينة أَزرو المغربية .. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق