الجمعة، 6 مارس 2015

حي "طَنجة البالية" بمدينة طنجة ... تبعية خدماتية شبه مطلقة للمدينة الجديدة ..







خخَلدُون المسناَوِي اَو


طنجة البالية هو حي يقع على بعد المدينة العتيقة بحوالي 4 أربع كلومترات يقابل مياه البحر و بعض الشركات،تصله من  المدينة العتيقة في سيارة الأجرة في نحو خمس دقائق ،وحوالي نصف ساعة تقريبا مشيا على الأقدام من  المدينة العتيقة تلزمك لبلوغه... طنجة البالية هذه تستقر على مرتفع شبه هضبي منحدر ، الدخول إليها صعود في عقبة و مغادرتها نزول منها ...

الحي هذا ظهر أول ما ظهر في بداية الخمسينات ،بعدما زحفت للأرض التي هو عليها أسر قليلة من دواوير مجاورة لطنجة ،و من ذلك الوقت و هو يتوسع بحيث ما زال يتوسع إلى يومنا هذا ،إذ وصل توسعه هذا إلى البلوغ ناحية "واد الشاط" ، هذا الواد الذي الحديث عنه لوحده كارثة ، الواد كان عبارة عن واد نقي يشكل منظرا رائعا, اليوم هو واد متسخ يقذف إليه الناس النفايات , يغمر جو سكان طنجة البالية بالروائح الوسخة ...

سكان طنجة البالية أو "طنجة الباهية" كما قال لنا أحد الأشخاص  الطاعنين في السن هنا، يعانون إلى جانب ما يعانيه غالبية المغاربة من الفقر ،من العزلة الكبيرة عن أهم المرافق العمومية ،أو بالأحرى لنقل يفتقرون لمرافق خاصة بهم تقدم لهم  الخدمات العمومية ،فوقتما أرادوا الترفيه أو الإستشفاء أو غير ذلك من الخدمات لابد لهم من الإنتقال إلى ناحية الكورنيش ،بحيث يتوضح لكل من حط بأقدامه بهذا الحي ، أنه حي "تابع" على الرغم من تعداد سكانه الذي يوجب بناء مؤسسات عمومية لهم في هذا الحي المُتَخَلّل بالأدراج الإسمنتية ...

الطريق المارة من جانب الحي ، هي طريق  تؤدي إلى منطقة "المنار" الساحرة عبر الحافلة رقم 16 القادمة من سوق "كازابراطا" ، و في الإتجاه المعاكس توصل الطريق  هذه  ناحية المدينة الجديدة ...


نحن الآن نسير بانتباه متطلع بزنقة شاطئ الوليدية  بقلب حي طنجة البالية، الزنقة هي عبارة عن سوق تعرض فيه السلع المستعملة على الأرض و الفواكه فوق عربات للأيدي ، و  ذلك الخبز الأسود المُعَدّ داخل المنازل... اقتربت من بائع للخبز أمام واجهته الزجاجية و ابتعت منه خبزة صغيرة  طلبت من صاحب محلبة  تقع قرب "مسجد الرحمان" بعد المضي لداخل محله حشوها بالسردين المعلب ،"مسجد الرحمان" هو مسجد يستقر ليس ببعيد عن السوق المذكور ... خرجت من المحل أحث الخطى خارجا من الحي وأقضم بشراهة بين الحين و الآخر من الخبز المحشو.. كنت جائعا،وكان الليل قد بدأ يرخي سدوله..    سأبقى متذكرا بعد ذلك اليوم أني خرجت من حي طنجة البالية بعد هبوط الظلام و أن أغلب مصابيح الإنارة كانت حسبما أذكر إما معطلة أو تنير ضوء ا هزيل التدفق ،و أني فكرت حينذاك عند تحديقي في الزقاق مهرولا للخروج أن، في  ليل هذا الحي ينسكب  البؤس بنفوس سكانه بلا انقطاع ! ...

حي "طَنجة البالية" بمدينة طنجة  ،يزداد يوما بعد يوم في التوسع المعماري ، و هو الأمر الذي يطرح الضرورة الملحة لتشييد كل المؤسسات العمومية الموجهة لخدمة هذا الحي ، من دون أن يبقى سكان طنجة البالية يتكبدون عناء قطع المسافة للمدينة الجديدة كلما أرادوا الإستشفاء أو خدمة عمومية من الخدمات الأساسية الموجهة لأي إنسان ،إن  "طَنجة البالية" في الواقع تحتاج اليوم قبل غد تفكيرا عميقا للنهوض بأوضاعها في كافة المستويات ،فلابد من إصلاح طرقاتها المحفرة و مصابيح إنارة أزقتها ،و تجهيزها بحدائق و ... إلخ إلخ ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق