الأربعاء، 22 أبريل 2015

ساحة "الهديم" بمدينة مكناس ... معلمة تاريخية عريقة في حاجة لإعادة الإعتبار .




خَلدُون المسناوِي 



مكناس أو العاصمة الإسماعلية، أهم المدن المغربية الثرية بالتاريخ في بلاد المغرب الأقصى..الرباط، سلا فاس طنجة..إلخ... ولكن مدينة مكناس تلبث  لها خصوصية منفردة...   فيماذا ياترى.. في أنها المدينة التي حكم منها "السلطان مولاي إسماعيل" المغرب بقبضة حديدية لا تُضاهى و... مكناس،مدينة تبلغها في طريقك إلى فاس من الرباط، و تمر منها إلى "مولاي ادريس زرهون" و منطقة "وليلي" الرومانية و ...إلخ إلخ... 



"باب منصور" أبهى باب و أضخمه هنا بمدينة مكناس، الباب الجد المرتفع المزخرف الذي يركن إلى جانب منه "متحف تاريخي" يعرض "قطعا أثرية" تعرب عن  ماضي المكناسيين ...إلخ .. قبالة هذا الباب تنبسط "ساحة الهديم" على مساحة واسعة ،ساحة الهديم التي تستقدم أعدادا وإن كانت قليلة من السواح الأجانب فأفضل من لاشيء. يصورون ب"كاميراتهم" باب منصور، قبل أن يصعدوا لبعض المقاهي القائمة على ارتفاع أمتار من الأرض بحيث يواجهون بعد اقتعادهم الكراسي الباب المذكور "باب منصور" ويحتسون الشاي و القهوة بينما يستمتعون بالنظر له "باب منصور" و للعبق التاريخي المنبجس منه ... 





بجانب من الساحة المجاورة لسوق "السكاكين" الشعبي  وعلى طول صف من الدكاكين تصطف موائد على مدى البصر ،توضع عليها قطع فخارية معروضة للبيع و كذلك بعض الأشياء المعبرة عن تراث المنطقة .. على الجانب الآخر يمتد سور سميك طويل ، تتناثر على طوله غرف "مقرمدة" مُجدرنة بزجاج شفاف يُقرأ على واجهاتها "التعريف السياحي بالساحة" ... هذه الساحة التي لا تبعد على محطة الحافلات لمكناس سوى بمسافة ظئيلة ،في الصباح وبعد الظهيرة تكون فارغة عدا من القليل من الرائحين و الغادين ،،، بعد العصر تنخرط  ساحة الهديم في أشياء أخرى ، يتدفق عليها باعة الفراشة الذين يتغاضى عليهم رجال الأمن المنزوين في مرأبهم جانب باب منصور .. كما يجنح للمكان كذلك "الحلايقية" الذين يتحلقون على أفاعهيم "البوسكّة" التي تتلوى أمام أنظار الناس، الناس يحدقون مدهوشين ثم يبتسمون في إعجاب.. منهم من يسترسل في الفرجة ،منهم من يشرئب برأسه لثوان ثم يرحل ... "الحلايقية" يقدمون عروضا مصحوبة بتعليقات عجيبة تنبثق من أفواههم ثم يستجدون المتحلقين حولهم إعطائهم بعض الدراهم لقاء الفرجة التي يقدمون لهم ...إلخ إلخ ...





مع دنو غروب الشمس كل يوم قبل ساعة أو أظأل من ذلك، تتمدد سهام أشعة الشمس الخفيفة على الساحة بنفاذ عميق ،بذلك يكون الجمال الكلي لساحة الهديم قد اكتمل ،الصورة الكلية قد اكتملت ...إلخ...ساحة الهديم بعد هبوط الشمس تندمج في عالم آخر و تتلون بألوان أخرى..،مصابيح قوية تطلق سهامها بقوة على الأسوار المتصلة بباب "منصور" و أخرى تبث إشعاعا قاسيا على أرض الساحة ...بعض "الحلايقية" يبرحون الساحة مع غروب الشمس ، فيما آخرون يلبثون يقدمون عروضهم لساعتين أو أكثر بقليل، بعد نزول الظلام ...






البوابة المُقوَّسة،المجانبة لباب منصور المتفرسة في ساحة الهديم ،تؤدي بأمتار من عتبتها نحو ،ضريح "الملك إسماعيل" ، الضريح الذي لا يضم فقط قبر ملك من أقوى الملوك الذين حكموا المغرب وزوجته خناتة، بل الذي يضم أيضاً، قبور العديد من أحفاده في بيوت محاذية لقبره ، إلخ إلخ... حث الخطى على طول الشارع المنبثق من البوابة ، يوصل إلى القصر الملكي المجانب لمقر أكاديمية القوات المسلحة الملكية ثم إلى "الصهريج الواسع"...إلخ إلخ...





ساحة "الهديم" الكائنة بالمدينة العتيقة لمدينة مكناس ، معلمة تاريخية عريقة صامدة تعيش اليوم ظرفاً مترديا يجر التفكير حوله إلى استشعار المرارة و الحنق والشعور بضرورة الإقدام على إعادة الإعتبار إليها بدحض سبل تدبير شأنها ... إن ساحة "الهديم" تتوفر على مقومات تاريخية و اقتصادية و جمالية تدفع بأن يُجعل منها ساحة،في مثل مستوى ساحة جامع الفنى بمراكش، سيل من السياح لا ينقضي ... متى يا ترى سنرى السياح يتدفقون على "الهديم" بنفس الحدة التي يفعلون إلى ساحة  جامع الفنى ...يوم تكون الرقابة في تدبير ملايين المجتمع المكناسي الأبيّ التي تذهب بإسراف نحو جيوب المنتخبين ...إلخ إلخ...










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق