الأربعاء، 10 يونيو 2015

قرية ميرلفت الأمازِيغية... جمال طبيعي مُبهر لا حدود له..






خَلدُون المسناوِي


بين مدينة تزنيت و سيدي إفني تستقر قرية صغيرة من أروع القرى الساحلية على الإطلاق.. إنها قرية "ميرلفت" الأمازيغية. توصل إليها الحافلة رقم 18 التي تقطع طيلة اليوم المسافة في كلا الإتجاهين بين تزنيت و سيدي إفني  . قرية ميرلفت معروفة بشواطئها الجذابة و النظيفة جدا ، و كذلك تشتهر بالتجمعات السياحية الراقية .. 



يتوافد على ميرلفت كل صيف حينما يشتد القيظ ، عدد كبير من السواح ، إذِ السياح الأوروبيون يجنحون لها أكثر بكثير مما يجنح لها سواح الداخل  الذي أغلبهم يأتيها من المدن المجاورة : سيدي إفني و تيزنيت و أكادير بحيث يكاد لا يعرفها كل سكان البلاد .. قرية ميرلفت ، التي تتوفر على خمسة شواطئ الأزهى مايوجد : شاطئ  إمنتركا، شاطئ الشيخ سيدي محمد بن عبد الله ، شاطئ أفتاس ، شاطئ  تيبوكريشن ، ثم  شاطئ  صوفاج ..إلخ إلخ... 


شواطئ ميرلفت كلها شواطئٌ الأنظف ما يكن من شواطئ المغرب، كما أنه يتوفر بعضها على جروف صخرية سامقة وضخمة تنبت فيها أعشاب البحر و تَعيش بينها حيوانات برية زاحفة تثب بسرعة تخطف البصر ، يتكلف بعض الشبان بصيدها بواسطة وسائل خاصة لذلك .. كل الناس هنا بمرلفت يعرفون أن الجروف الصخرية الصادة لأمواج البحر تضم عددا وافرا من الحيوانات البرية ... لكن هناك من يتحسر عن قتلها و عن عدم تركها تعيش للطبيعة و للإستمتاع بإبصارها من لدن الإنسان ..إلخ إلخ ... 


 بميرلفت، الجميع  يتكلم اللغة الأمازيغية مثل ذلك مثل أكادير و تيزنيت.. في المقاهي ، في المطاعم ، في عربات الأجرة ، داخل الفنادق ، في مراكز الأمن ،إذ وحدها اللغة الأمازيغية التي  تتناهى للآذان هنا ،،، ولعل ما يجب  قوله حقا هنا ،هو أن بعض الأمازيغ بميرلفت إذا تكلمتَ معهم بالدارجة العربية يشيحون عنك أبصارهم و يديرون لك ظهورهم ! ، لا يتكلمون معك كلية ، بل قد تجد في أعينهم إباءً لك، إذ لا يمكن أن لا يقال هذا، بداعي أن ذلك سيمس بالأمازيغ! ما دامت أن الحقيقة هي ما تقال في هذا الباب ...إن بعضا من الأمازيغ في ميرلفت شيء آخر!!..


الأحياء المتواجدة بمرلفت تنشطر إلى قسمان ، أحياء تضم محلات و فنادق موجهة للسياح ، وأحياء خالية من محلات الخدمات الموجهة لهم، كحي "الدرباني" الضام لحوانيت القطع الأثرية والسروج المزخرفة وكل السلع السياحية التي تعكس الثقافة الأمازيغية .. الأولى، طرقها جيدة التعبيد و تُنظف بشكل اعتيادي ، عكس الثانية الغير المتوفرة على، الحوانيت المقدمة للمنتوجات السياحية و كذا الفنادق ، فهي متربة متسخة مغبرة إلخ إلخ ... 

بمرلفت تتواجد مدارس السورف بكثرة ، تتواجد حتى في الزقاق الضيقة ،بكثرة بكثرة  جدا ، إذ مرلفت يصح القول أنها مدينة الرياضات البحرية ، عدد مهم من الشبان يعيش من تعليم هذه الرياضات للسياح الأوروبيين ، يعيشون كذلك من الإشتغال في الفنادق و المناطق السياحية المنتشرة بغزارة وراء مؤسسة"التكوين المهني" الكائنة بالقرية، كفندق  "لابريز" الذي أذكر أن نادلة  كانت قد أتتني فيه بفنجان قهوة احتسيتها وحيدا تحت مظلة بمقهى تابع له... 


قرية ميرلفت الأمازيغية  التابعة لسيدي إفني ، قرية تتوفر على جمال طبيعي  مُبهر لا حدود له .. إنها قرية تستحق بذل مجهودات جمة لاسيما لإنهاض شواطئها بالمزيد من المشاريع السياحية ، وأيضا تستدعي من المسؤولين العدل في الإعتناء بأحيائها جميعها من دون أن يقتصر الإعتناء فقط بالشوارع الآهلة بالفنادق و المحلات الموجهة خدماتها للسياح.. إن قرية ميرلفت يجب على الأقل أن تتطور إيجابيا ،إلى درجة ما وصلت له القرية المحاذية لها "قرية لكْزيرة" من تطور في جميع الإتجاهات ..إلخ إلخ ...



الصورة : "خ،م" جالس بمقهىً قرب أحد شواطئ قرية ميرلفت الأمازِيغية...




هناك تعليقان (2):