خَلدُون المسناوِي
تتواجد مدينة صفرو على بعد مدينة فاس بحوالي ثلاثين كيلومترا ، و تقرب من قرية "البهاليل" بقليل من الكلمترات لا تتعدى العشرة في أقصى حد.. المدينة تتوسع يوما بعد يوم سكنياً ،عديدون يجنحون إليها السنوات الأخيرة من مدينة فاس ومن مدن أخرى بعيدة عنها.. صفرو تعتبر المعيشة فيها رخيصة لحد كبير مثلها في ذلك مثل الحاجب ،في الخضر في الفواكه في الأكل بالمطاعم ،الكراء ... أشياء كثيرة رخيصة بهذه المدينة "صفرو"...
صفرو تعاني مشكل غياب الفنادق إذِ المدينة كلها لا تتوفر سوى على فندق وحيد،،و ذلك راجع بالتحديد لكون المدينة تعد مدينة غير سياحية بحدة كبيرة على الرغم أنها تتوفر على مؤهلات طبيعية بهيجة و موسم حب الملوك، لا يمكن إنكارها فيما يمكن أن تجلبه من زوار عليها..إلخ...فالمدينة تتوفر على شلال طبيعي تنسكب منه مياه نحو الأسفل، لا يجتذب السياح بدرجة كبيرة،إنه شلال "أكاي" ،ليس مثلا له الشهرة للشلال المتواجد بإفران، ولهذا السبب بالذات ، يلبث غير معروف كثيرا للناس من خارج صفرو ،،الشلال تنبثق إلى جانبه،مقهى تنبسط على علو منخفض تتناثر من حولها كراسي تستدير موائد ، الجالس إليها يستمتع بإبصار منظر المياه تتدفق للأسفل محدِثة صوتا أنيسا ينعش الأذن، و خضرة منتشرة بجنب الوادي المتشكل من مياه الشلال المُتدفقة إلخ إلخ ... الشلال يجمع حلقات من الأسر و الأحباب لاسيما في وقت الربيع عدا هذا الأخير فالمجيء للشلال يكون قليلا مقارنة بالربيع،أما "أكاي" فهي تعني الوجنتين بالأمازيغية ..إلخ إلخ...
كثير من الناس يقطنون بصفرو لكن عملهم يتواجد بمدينة فاس بحيث تجدهم يمتطون مساء كل يوم الحافلة أو العربات من فاس لصفرو و كذلك هناك الحالة العكس بحيث ،هناك أشخاص يقطنون بفاس لكن عملهم هو الذي يتواجد بصفرو ... عدا العمل بالمؤسسات العمومية،فالناس يعملون في كل ما يمكن أن يُتخيّلَ من عمل في القطاع الخاص ...نحن الآن بالقرب من باب "المربع" ، أحد الأبواب التاريخية المُدخِلة للمدينة العتيقة ، التي تمتلأ زقاقها طيلة النهار بباعة الخضر و الفواكه و الأسماك و الملابس و غيرها،فالتجارة هي السبيل الوحيد لكسب لقمة العيش لأغلب سكان صفرو،و المعيشة "ثمن المشتريات من الخضر و..." رخيصة مقارنة بمدن أخرى ...،باب "المربع" هذا يطل على بناية عظيمة تنبجس في زواياها أدراج قليلة تصعد لممرات طويلة تمتد للبصر على محلات تبيع السلع .. ،إنه سوق المربع المعروف لدى سكان صفرو، الذي دائما يكون عاجا بالمتسوقين لكل أنواع السلع.. إلخ إلخ...المدينة العتيقة لصفرو ،تشتمل على زقاق ضيقة و ملتوية ، و هي تعتبر أقدم من المدينة العتيقة لفاس ...
من مكان مرتفِع عالٍ جدا، تبدو مدينة صفرو كلها تحتكَ منه ،تجد الناس متكئة بأذرعها على حائط طويل تستمتع بالنظر إلى المدينة على شكل آنية الحساء "الزلافة" ، لعله الحائط المتصل بضريح : " سيدي علي بوسرغين" ذو القبة المنتصبة الشامخة، الذي يحج إليه الناس من مناطق متعددة من البلاد ، بحيث يمكن أن نتحدث هنا عن سياحة مرتبطة بالمجيء لهذا الضريح إلى جانب شلال أكاي وموسم حب الملوك "ملكة الجمال" ...إلخ إلخ..
مدينة صفرو ،القريبة من مدينة فاس ،مدينة جميلة غاية الجمال، على الرغم من الفاقة الكبيرة المرتسمة في وجوه أغلب سكانها ... إن مدينة صفرو تحتاج كل الإحتياج إلى التعريف بمقوماتها الطبيعية المهمة "شلال أكاي" و كذا الإمتداد الأخضر الطبيعي الواقع على امتداد كلومترات قبل بلوغ المدينة و كذلك أسوارها الأقدم من أسوار فاس.. حتى يمكننا أن نتكلم في المستقبل عن صفرو تلك المدينة السياحية التي في مستوى فاس من ناحية تدفق السياح ..إلخ إلخ...
الصورة : "خ،م" متوقف بجانب البوابة الرئيسية للمدينة العتيقة لمدينة صفرو.
الصورة الثانية : "خ،م" متوقف بجوار شلال "أكاي" بمدينة صفرو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق