خَلدون المسناوي
مدينة إفران الدانية جدا من غابة "بجا" الغزيرة الأشجار، تقع قبلا عن "إيموزار كندر" ليس ببعيد جدا عن مدينة مكناس الإسماعيلية، بحيث تصلها بعد قطعك لبعض الكيلومترات من مكناس مرورا بمدينة الحاجب ...
إفران، بهية و جميلة في جميع الفصول .. في الشتاء انهمال الثلوج .. في الربيع الإخضرار مكتسح ، في الصيف الحرارة المفعمة بالهواء الرطب.. وفي الخريف ، الوريقات متساقطة تحت الأشجار يهدهدها الريح الخفيف على الأرصفة و قارعة الطريق ...
تعرف مدينة إفران الواقعة على مرتفع عال، اندفاعا هائلا لها مع بداية فصل الشتاء من لدن السياح من باقي مدن المغرب و من خارجه كذلك ... بحيث تتدفق لها العائلات، و الأسر من كل مكان ، بالعربات الخاصة بهم، بعربات الأجرة و،أيضا بالحافلات... إلخ ...وذلك لقضاء بضع أيام بها من أجل الإستمتاع بمنظر الثلوج تتهالك على الجبال و تكسو الأشجار و كذا تنشق الهواء النقي...إلخ إلخ ..
مدينة إفران المتوفرة على جامعة من أبرز الجامعات في العالم العربي "جامعة الأخوين" ،تتوفر على بنيات تجهيزية جد مهمة لا تضاهيها كل التجهيزات المتواجدة في باقي المدن الثلجية المجاورة لها "قاعة المؤتمرات" ... كما أنها تعد من بين أنظف المدن المتواجدة في العالم! .. فهي مدينة ذات طابع برجوازي تتشكل من مساكن راقية جدا و عمارات للطبقات الوسطى تسطع من فوقها القراميد البنية التي ينزلق الثلج عليها أثناء نزوله و تحلله إلى ماء ..إلخ ...
مدينة إفران تتوفر على مستنقع مائي تنعكس عليه الأشجار المحيطة به بشكل باهت ، بحيث تبدو لك الأشجار في أديم ماء "ضاية إفران " كمرآة تعكس ما يحيط بها، ماء ضاية إفران، المائل للإخضرار الفاتح و الذي يطفو على سطحه الإوز ... كما أن مدينتنا تتوفر أيضا على شلال فيتال إلخ... و أسد جميل بقرب حديقة غالبا ما تجد الناس يلتقطون بجواره الصور الفوتوغرافية ، تقع خلفه حنفيات تنطلق منها المياه من الأسفل إلى الأعلى بشكل مقوس يضفي جمالية باهرة على المكان ... إفران الممتلئة إلى أقصى حد بالمناطق الخضراء يتخللها هدوء شبه مطلق ، هدوء يزيد إلى جانب الهواء الصافي المبتوث بفعل كثرة الحدائق و التجدد الطبيعي للهواء بحكم موقع المدينة المرتفع ، من توفير مناخ جد صحي سامح لتطور جسم الإنسان بأحسن ما يكن ...
مدينة إفران معروفة كذلك من ناحية أخرى ، باشتمال الغابات المحيطة بها من ناحية طريق الحاجب و أيضا من ناحية الطريق المؤدية لمشليفن ،على القرود ، إذ كثيرا ولا سيما في الربيع و الصيف ما يوغل الناس في الغابات بحثا عنها "القرود" للإستمتاع بمنظر وثبها بين أغصان الأشجار ...كما يمكن أن تجد بقرب مطعم "لا فوري" المشع لمعنى "البرجوازية الأمريكية" في بعض الأحيان، بعض القرود تنط و الناس مغتبطي الوجوه يقدمون لها الموز في جو من التبسم و الجذل ... إلخ إلخ...هذا دونما الحديث عن "القطط البرجوازية!" المتواجدة بهذه المدينة ...
مدينة إفران أنظف مدينة في العالم على الإطلاق ولا غرو في ذلك .. إنها مدينة تتميز بمميزات جد استثنائية لا تتوفر عليها أي مدينة مغربية بل في العالم!، و هو الأمر المتعلق في عمقه بالقرار الجذري القاضي بنظافة مطلقة للمدينة... إن النقاش عن الوضعية الجمالية و الصحية "الحسنة" لإفران يحتم تسليط النظر إلى باقي المدن المغربية التي ما زال يعج غالبها في مشكل الأزبال ، ليس ذلك بالقول بضرورة تحويل كل مدننا إلى أنظف مدن في العالم ، و لكن بجعلها مدنا تخلو من هذا المشكل ،حتى لا نصل إلى طريفة : بلد يتوفر على أنظف مدينة في العالم و في نفس الآن يتوفر على أوسخ مدينة فيه: سلا أو العرائش!! ...
الصورة :"خ،م" متوقف قرب مطعم لافوريست بإفران ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق